روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | العقاب التقليدي لا يعدل سلوك أبنائنا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > العقاب التقليدي لا يعدل سلوك أبنائنا


  العقاب التقليدي لا يعدل سلوك أبنائنا
     عدد مرات المشاهدة: 2016        عدد مرات الإرسال: 0

تتعدد المشكلات عن الأطفال، فكل منهم يعاني سلوكا يختلف عن الآخر، فمن المشكلات الشائعة بين الأطفال، العصبية، العناد، العدوان، الغيرة، الكذب، الإنطواء، ضعف الثقة، زيادة الحركة، الخجل، البكاء، رفض الذهاب للمدرسة، وغيرها الكثير.

بعض المشكلات يكون سببه الرغبة في جذب الإنتباه، وبعضها يكون سببه القلق والتوتر، وبعضها يكون سببه الخوف من العقاب، ومنها ماهو بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل كالقسوة الزائدة، والحرمان، وفقد الدفء الأسري، وقد يكون إسبابها بعض المشاكل الصحية لدى الطفل، أو التدليل الزائد، أو عدم التسوية بينه وبين إخوانه، أو الكبت والتضييق، أو فقدان الطفل أحد والديه أو غير ذلك كثير.

الظروف الإجتماعية غير السوية تشكل عند الطفل ردود أفعال غير طبيعية فتنتهي به إلى إضطراب في السلوك، وللأسف يتجاهل الوالدان كل هذه الأسباب ويتجهون إلى عقاب الطفل عندما يرتكب سلوكا يرونه خطا، فكيف يقف الطفل عن الخطأ والسبب مازال مستمرا؟!

إعتاد بعض الآباء إتباع الطرق التقليدية للعقاب، وهي وسائل معظمها خاطىء وتستخدمها الكثير من الأسر، وعادة ما تؤذي الأطفال جسديا أو نفسيا، كالضرب، والإنفعال، والعصبية، والصراخ، والشتم، غير النظرات الحادة، والبعض يُحزن قلب الطفل ويكسره بالمقارنة بينه وبين أقرانه، والبعض عندما يصل به الحال أن يستخدم طريقة الحبس، أو طريقة الطرد..!!

كل هذه الطرق لا تحصد إلا ضررا مختلفا ألوانه، فكثير من الأبناء يتأثرون تأثرا سلبيا بهذه الطرق، فيعود عليهم بالإضطراب السلوكي، فيظهر في المشكلات الدراسية وتأخرهم الدراسي، والبعض يتعرض إلى طرق الإنحراف، وهروبه من البيت، وبعضهم يعود عليهم بأمراض نفسية، كالخوف، والقلق، والاضطرابات المتعددة غير عدائه للآخرين.

¤ فهل نترك الأبناء إذن دون عقاب؟!

الأمر ليس كذلك، ولكن هناك بدائل عقابية لتعديل سلوك أبناءنا، وهي طرق علمية مقبولة، بدون إيذاء جسدي أو نفسي، وأمور يجب مراعاتها أثناء ذلك، أختصر لك نماذج تطبيقية منها بإختصار:

1= علينا أن ننتبه ألا نعاقب أبناءنا لحظة غضبنا، فلابد أن نتمالك أعصابنا حتى نهدأ، وأيضا لا نعاقب الابن أثناء ثورة غضبه، أي عندما يسلك سلوكا غير مرغوب فيه، وحتى لا يقع عليه ظلم لا يستحقه ولا يساوي ما فعله.

2= أن نستمع لحكاوي الطفل، وشكواه، والإهتمام بطرح بعض الاسئلة البسيطة أثناء الحديث معه بطريقة بسيطة، فبسرد المواقف التي يتعرض إليها نقدم له النصح أولا بأول.

3= يجب أن نراعي عدم الإكثار من التوبيخ إلا عند الحاجة الماسة، وعدم الإستهزاء، والسخرية، وعدم إستخدام وسيلة الضرب، بل نتأسى بالصالحين في تعليق العصى أمام الأبناء فقط دون إستخدامها إلا في الضرورة مع عدم الضرب المبرح، ولا نهدده ولا نخيفه، ولا نستخدم لغة القوة والسلطة.

4= ويجب تعليم الطفل عادات حسنه بدلا من العادات السيئة، والإهتمام بالأمور العبادية عنده، بالمحافظة على الصلوات بطريقة محببة للصلاة وليس بطريقة الضغط، وإصطحابه في الأعمال الخيّرة كتوزيع صدقات على الفقراء، أو مساعدته على ترديد الأذكار اليومية، وتذكيره بها في صورة جماعية أو غير ذلك.

5= عدم تجاهل الإبناء أو الإنشغال عنهم بسبب دوامة الحياة، بل التقرب إليهم ومصاحبتهم، واللعب معهم، فمتابعة الابن مسؤولية الأبوين معا.

6= يجب علينا عدم توقع تحسن سلوك الابن بسرعة، ولكن علينا أن ننتبه أن الأمر يحتاج للصبر، والتحسن لا يكون إلا تدريجيا، ولا يمكن أن نزرع شوكا وننتظر أن نحصد ثمرا يانعا، بل يجب أن نقوم نحن سلوكنا معهم ثم ننتظر الأثر.

7= الدعم النفسي والمعنوي لابد منه للابن، فهل جزاء الاحسان إلا الاحسان، فلابد أن نستخدم لغة التحفيز والترغيب عندما نرى سلوكا طيبا، فمثلا نزيد مصروفه، أو نشجعه بشيء يحبه من شراء هدية له، أو الخروج معه لنزهة والترفيه ومع الكلمات التشجيعية ونظرات الرضا وبسمات الإعجاب وغيره.

8= يجب الوفاء بالوعود التي نعدها للأبناء فلا يصح الغفلة عن إعطائه المكافآت التي وعد بها وإلا سقط قيمة الوعد في عينيه.

9= تعزيز معنى الصدق في قلب الابن منذ الصغر حتى لا يلجأ للكذب خوفا من العقاب.

10= عند خطأ الابن الشديد أخلاقيا أو دينيا يجب إشعاره بأن الأبوين يتألمان لما فعله، فإن لم يهتم فهجره يوما، أو يومين دون الحديث معه، كذلك فعدم الكلام أو الطعام معه يعتبر نوعا من أنواع العقاب الحاد بل أشد من الضرب بكثير.

11= الحرمان نوع من أنواع العقاب، كحرمانه من مصروفه يوما أو يومان، أو حرمانه من الذهاب لرحلة كان يريدها، أو غير ذلك، مع مراعاة عدم حرمان الطفل مدة كبيرة، أو الزيادة في العزل عنه والتجاهل له، لأنه قد ينقلب الأمر لضده.

ليتنا نعلم أن الصغير يشعر كما يشعر الكبير، ويحزن كما يحزن الكبير بل أكثر، وعلى هذا الأساس يجب أن نعامله.

الكاتب: أميمة الجابر.

المصدر: موقع المسلم.